العالم السياسي
تمكنت السلطات الأمنية في إسبانيا وفرنسا من تفكيك شبكة إجرامية متطورة كانت تعمل على تهريب المهاجرين المغاربة والجزائريين عبر مسارات متعددة، انتهاءً بإسبانيا كوجهة نهائية. وكشفت التحقيقات عن طرق مبتكرة وغير تقليدية استخدمتها العصابة، بما في ذلك استغلال التأشيرات السياحية والتهريب عبر قناة المانش تحت ظروف خطيرة.
وفقًا للتحقيقات التي بدأت في 2023، كانت الشبكة تنقل المهاجرين من المغرب إلى المملكة المتحدة بتأشيرات سياحية، مستغلة الرحلات التجارية. قبل انتهاء صلاحية التأشيرة، يتم تهريب الأفراد عبر القنال الإنجليزي إلى فرنسا في ظروف صعبة، حيث يُخبأون في شقق سرية قبل نقلهم برًا إلى إسبانيا داخل شاحنات مغلقة بدون تهوية أو إجراءات أمان.
وإضافة إلى المسار الجوي-البحري، استخدمت العصابة طريقًا بريًا ينطلق من مدن ألمرية ومورسيا الإسبانية، حيث يُنقل المهاجرون كـ”بضائع” داخل حجيرات سرية أو تحت غطاء نقل الأثاث لتجنب الكشف عند الحدود.
كان المهاجرون، بينهم قاصرون، يُجبرون على العمل في حقول زراعية بعد وصولهم إلى إسبانيا، بينما دفعت العائلة لكل فرد مبالغ تتراوح بين 350 و1500 يورو حسب المسار والوجهة. وقد نجحت الشبكة في تنفيذ 68 عملية تهريب، نقلت خلالها 500 شخص على الأقل، محققة أرباحًا تجاوزت نصف مليون يورو.
أسفرت الحملة الأمنية عن اعتقال 7 من قادة العصابة (4 في إسبانيا و3 في فرنسا)، ومصادرة 42,335 يورو نقدًا، و2,180 جنيه إسترليني، و10,690 درهم مغربي، بالإضافة إلى 3 مركبات وهواتف ووثائق تثبت عمليات التحويل والاتصالات.