في خطوة متسارعة، أعلنت إيطاليا إرسال فرقاطة بحرية ثانية لمرافقة أسطول الحرية، بعد يوم واحد من إرسال الفرقاطة الأولى، في إجراء أعقبته إسبانيا بتحرك مماثل. وقد تعزز الأسطول بوصول ستة قوارب يونانية إضافية، مما يزيد من حجم القافلة التي تسعى لكسر الحصار.
أكد وزير الدفاع الإيطالي، غيدو كروسيتو، أمام البرلمان يوم الخميس أن “سفينة قد أُرسلت بالفعل، وأخرى في طريقها، مستعدة لأي طارئ”. وأوضح كروسيتو أمام مجلس الشيوخ أن “هذا ليس عملاً حربياً أو استفزازاً، بل هو عمل إنساني وواجب تلتزم به الدولة تجاه مواطنيها”. ويأتي هذا التحرك في وقت يستعد فيه القائمون على قافلة “الحرية”، التي تتألف الآن من أكثر من 50 قارباً مدنياً بالإضافة إلى الستة الجدد، والتي تبحر حالياً في البحر المتوسط نحو قطاع غزة، لعقد “مؤتمر صحفي في غاية الأهمية” في الساعة الواحدة من بعد ظهر الخميس بتوقيت غرينتش.
وكان كروسيتو قد أرسل فرقاطة تابعة للبحرية الإيطالية يوم الأربعاء، لمساعدة الأسطول، بعد أن أعلن المنظمون استهداف طائرات مسيرة لعدد من قواربهم قبالة اليونان. وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أنه سيتم خلال المؤتمر “تنبيه المجتمع الدولي” إلى “معلومات استخباراتية موثوقة تفيد باحتمال تصعيد إسرائيل لما وصفوه بـ ‘هجماتها العنيفة على القافلة خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة'”. وقد تُستخدم في تلك الهجمات المفترضة، بحسب المسؤولين عن القافلة البحرية، “أسلحة من شأنها إغراق القوارب، وإصابة أو قتل المشاركين” في القافلة.
من جانبهم، رفض المشاركون الإيطاليون على متن الأسطول اقتراح حكومتهم بتفريغ مساعداتهم في قبرص بدلاً من محاولة الإبحار مباشرة إلى غزة. وقالت المجموعة الإيطالية في بيان: “مهمتنا لا تزال وفية لهدفها الأصلي المتمثل في كسر الحصار الإسرائيلي غير الشرعي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المحاصرين”.
وفي ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، أفاد أسطول الحرية، في بيان، بأن قواربه تبحر بسرعة منخفضة في المياه اليونانية، وأن مصادر من حكومات أوروبية حذرت مواطنيها المشاركين في القافلة من هجوم إسرائيلي وشيك. وذكر الأسطول سماع دوي أكثر من اثني عشر انفجاراً حول الأسطول مساء الثلاثاء، مع وقوع أضرار ناجمة عن “أجسام مجهولة” ألقت على سطحه مواد كيميائية وقنابل ضوئية بحسب الناشطين على متنه. وقد أضاف المنظمون أن طائرة عسكرية مجهولة المصدر حلقت فوق الأسطول في عدة مناسبات خلال الساعات الماضية، مما زاد من حالة التوتر والقلق بين المشاركين.
يُذكر أن أسطول “الحرية العالمي” يستخدم الآن أكثر من 50 قارباً مدنياً، بما في ذلك القوارب اليونانية الستة الجديدة، لكسر الحصار البحري على غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية، ويضم على متنه العديد من المحامين والناشطين.