انطلقت العاصمة الروحية للمملكة، فاس، منذ يوم الخميس 9 أكتوبر 2025، في الاحتفال السنوي بموسم مولاي إدريس الأزهر، مؤسس المدينة وأحد أبرز رموز التاريخ الروحي للمغرب. وتكتسي هذه التظاهرة الدينية والثقافية طابعاً روحانياً مميزاً، بحضور شخصيات مدنية ودينية، ومشاركة واسعة من المواطنين والزوار من مختلف جهات المملكة.
وتتحول أزقة المدينة العتيقة خلال الموسم إلى مسرح للاحتفال الشعبي، حيث شهد باب بوجلود موكباً احتفالياً ضخماً، حمل فيه المشاركون الكسوة الرمزية المخصصة لضريح مولاي إدريس الأزهر، في موكب تتقدمه فرق صوفية ومجموعات فلكلورية وأناشيد دينية، تعكس ارتباط المجتمع المغربي العميق بالموروث الروحي والتاريخي لهذه الشخصية التاريخية.
وشهد الموسم إقبالاً كثيفاً من الزوار والمواطنين، الذين حرصوا على المشاركة في الأنشطة الروحية والثقافية، ما ساهم أيضاً في تنشيط الحركة الاقتصادية داخل المدينة العتيقة، مع ازدهار نشاط الحرفيين والتجار، إلى جانب تنظيم مبادرات اجتماعية لفائدة الأسر المحتاجة من الشرفاء الأدارسة.
ويستمر الموسم إلى الخميس 16 أكتوبر 2025، مؤكداً مكانة فاس كـ حاضرة للتصوف والعلم، ومجسداً العلاقة الوطيدة بين المغاربة وتراثهم الديني والروحي العريق، مع تأكيد القيم الروحية والتقاليد الثقافية التي تميز المدينة.