تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الإثنين، ببدء حقبة جديدة قوامها العدل والعيش المشترك، كما أكد في الذكرى السنوية الأولى لإطاحة حكم عائلة الأسد التزامه بمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين. وقد جاء هذا التعهد في الوقت الذي خرج فيه عشرات الآلاف من السوريين إلى شوارع المدن الرئيسية للاحتفال، وذلك بعد عام من وصول فصائل إسلامية بقيادة الشرع إلى دمشق، في الثامن من ديسمبر من العام الماضي، حيث نجحت في إطاحة بشار الأسد بعد حكم عائلته للبلاد لأكثر من خمسة عقود.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، افترش عشرات الآلاف من السوريين الساحات العامة في المدن الكبرى، بينها دمشق وحلب وإدلب وحماة وحمص، رافــعين أعلام بلادهم ومرددين هتافات وأهازيج داعمة للسلطة الجديدة، فضلاً عن تنظيم وزارة الدفاع عروضاً عسكرية جابت شوارع رئيسية في دمشق ومدن أخرى. وفي كلمة ألقاها في قصر المؤتمرات بدمشق، قال الشرع: “اليوم، ومع إشراق شمس الحرية، نعلن قطيعة تاريخية مع ذاك الموروث، وهدماً كاملاً لوهم الباطل، ومفارقة دائمة لحقبة الاستبداد والطغيان إلى فجر جديد، فجرٍ قوامه العدل والإحسان والمواطنة والعيش المشترك”.
وأكد الشرع “التزامنا بمبدأ العدالة الانتقالية لضمان محاسبة كل من انتهك القانون وارتكب الجرائم بحق الشعب السوري، مع الحفاظ على حقوق الضحايا وإحقاق العدالة وحق الشعب في المعرفة والمساءلة والمحاسبة”، كما شدد على أن المصالحة هي “أساس استقرار الدولة، وضمان لعدم تكرار الانتهاكات، وحجر أساس لبناء الثقة بين المواطن والدولة”. وعلى الصعيد الدولي، نجح الشرع خلال عام واحد في كسر عزلة سوريا الدولية ورفع العقوبات الاقتصادية الخانقة عنها وشطب اسمه عن قوائم الإرهاب، كما وقعت بلاده مذكرات تفاهم وعقود استثمار بمليارات الدولارات لترميم البنى التحتية المتردية وإتاحة عودة اللاجئين.
