في ظل بعض التصريحات الأخيرة التي أدلى بها عدد من زعماء الأحزاب المشاركة في الأغلبية الحكومية، تتزايد المخاوف بشأن إمكانية اتساع “شرخ الخلافات” بين مكونات الحكومة، قبل أقل من سنتين من موعد الانتخابات المقبلة. تأتي هذه التحذيرات في ظل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد.
فقد صرح نزار بركة، أمين عام حزب الاستقلال، في مدينة العرائش، أن “الالتزام داخل التحالف الحكومي لا يعفينا من الاصطفاف مع المواطنين والترافع عن قضاياهم”، مؤكدًا على أهمية أن يكون الحزب صوت الشعب داخل الحكومة. من جانبه، أكد محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، على وجود “رؤية واضحة لمستقبل المغرب” وأن حزبه مؤهل لقيادة الحكومة المقبلة، مشددًا على أن التحالف الحالي لا يمنعهم من تعزيز مكانتهم السياسية.
وفي إطار هذه التصريحات، أبرز رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث، ضرورة أن يُوجه رئيس الحكومة عزيز أخنوش “رسالة قوية” لبقية الأحزاب، تدعو إلى التحلي بالمسؤولية والتضامن الحكومي. واعتبر لزرق أن تزايد التوترات يعود إلى سعي بعض الأطراف للحصول على تنازلات، محذرًا من أن هذه الخلافات قد تكون لها تداعيات خطيرة على المصلحة الوطنية.
وفي بلاغ لمكتبه السياسي، أشار حزب التقدم والاشتراكية المعارض إلى أن “الأغلبية بدأت في التحضير للانتخابات عوض التركيز على الاستجابة لانتظارات المواطنين”، مؤكدًا أن هناك مؤشرات على نشوب صراعات حول من سيتصدر نتائج الانتخابات المقبلة.
كما دعا لزرق الأحزاب إلى الابتعاد عن “المزايدات الحزبية”، مشددًا على حاجة أغلبية الحكومة للتضامن، وإلا سيتحول الوضع إلى أزمة سياسية تضر بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
أخيرًا، خلال لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، صرح الوزير محمد المهدي بنسعيد أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش غير راض عن التراشق الكلامي بين بعض قيادات الأغلبية، وأن هذا الموضوع سيُطرح للنقاش في الاجتماع المقبل للأحزاب المتحالفة، وهو ما يدل على أهمية الحوار والتفاهم بين مكونات الحكومة في هذه المرحلة الحساسة