تعد الفنانة سماح زيدان واحدة من أبرز المواهب في الساحة الفنية، فمنذ انطلاقتها عام 2017، استطاعت أن تثير إعجاب الجمهور بأدائها المتنوع وقدرتها على تجسيد الشخصيات بصدق وإبداع، ورغم التحديات التي واجهتها في مسيرتها إلا أن شغفها للفن وعزيمتها على التطور جعلتها تتجاوز كل العقبات.
تقول سماح لـ”العربية.نت” إنها مهتمة بأي نشاط فنّي يحدث في المنطقة العربية، وتحديدًا في الخليج والسعودية، فكافة المنتديات والملتقيات تجد اهتمامًا كبيرًا منها، وأكون على رأس قائمة الحضور في أي نشاط فنّي في المنطقة، وأعتبر هذه فرصة رائعة للالتقاء بالأشخاص الذين يتشاركون معي في ذات الشغف والأحاسيس والاهتمامات، ويخطئ الفنان أو المحب للفن الذي يترك هذه الفرصة من التلاقي والتواجد في مثل هذه الفعاليات، حيث تعطي الفنان دفعة ليعيد حساباته ويفكر في شيء جديد، أو أن يغير مساره. فمجال الفن مرهق ومتعب، وقد يعيش البعض حالة من التحطيم النفسي أو الإحباط. ومثل هذه اللقاءات تعيد للفنان الشغف والحماس.
وتابعت حديثها: “هيئة الثقافة السعودية تدعم الفنانين وتشجعهم داخل السعودية وخارجها لكل من اختار هذا المجال”.
بداية المسيرة
وأضافت: “بدأت مسيرتي الفنية عام 2017 مع المخرج المعروف عبد الخالق الغانم رحمه الله، وهو المكتشف لموهبتي، فأول كاميرا دراما أقف أمامها كانت له في المنطقة الشرقية، وكان أول عمل عبارة عن فيلم توعوي، وبعدها توالت الأعمال والأفلام التوعوية والإعلانات، وصولًا إلى أول مسلسل أقوم بالعمل فيه تحت اسم “شد بلد”، من إخراجه. وهو ملهمي، وقد اكتشفني وسبب وجودي في هذا المجال، وهذا من حسن حظي، وكنت أتمنى العمل معه لفترة أطول”.
الفنانة سماح زيدان
محطات هامة
وتتابع: مسيرتي عبارة عن 7 سنوات، وهي محطات هامة ساهمت في انتشاري ومعرفتي من قبل الجمهور، ولا شك أن بطولتي لمسلسل “الميراث”، وهو أطول مسلسل عربي ويضم 750 حلقة، هو الأول من نوعه في المنطقة العربية، وتصويره كان يوميًا لمدة 3 سنوات، وعُرض بشكل يومي على أشهر منصة وقناة، وهي قناة MBC. وكنت سعيدة ببطولتي لهذا العمل العملاق إنتاجًا وفنًا، والأول من نوعه في المنطقة العربية، وأكثرها انتشارًا. وهذا العمل من أهم محطاتي”.
أسلوب فني
وتوضح أن الممثل لا يستطيع أن يصف نفسه، إذ مع كل عمل أو إخراج يتعلم ويكتسب الخبرة، وهي التي يكتسبها الفنان من سنوات الخبرة والممارسة وكثرة الأعمال واختلاف النجوم والمخرجين والفنانين. فليس هناك أسلوب ثابت للفنان، وإنما أسلوب متحول ومتغير ومتطور بشكل يومي. فليس هناك أمر ثابت، فالممثل الثابت وغير المتغير لابد أن يكون أكثر قابلية للتطور والتجديد بشكل مستمر، وأن يواكب الأساليب والمتغيرات الجديدة، ومنها ذائقة الجمهور التي تتطلب التغير المستمر.
أدوار مستقبلية
وقالت في حديثها: “لم أفكر يومًا في الأدوار التي أحبها والتي أتمناها، وليس لدي شخصية معينة أحب أن أقوم بتمثيلها، لأن الممثل يستطيع أن يقدم التميز في كل شخصية تعرض عليه. فكل شخصية يمكن إخراج أجمل ما فيها، كما يمكن تطويرها بالتعاون مع فريق العمل والإخراج. وأتمنى أن يكون لدي عدد من اختلاف الشخصيات مقارنة بما قدمته، وليس هناك هاجس معين نحو شخصية معينة. وأتمنى ألا يتم حكر أدوار معينة لي من قبل مقدمي الأعمال في الشكل أو الطبقة الاجتماعية والاقتصادية، وأتمنى أن أقوم بكل الأدوار”.
أهم الأعمال
مشواري كان مليئًا بالحظوظ والأعمال التي كنت جزءًا منها، ومنها مسلسل “عذراء” الذي أعتز به لكونه جاء في بداية مشواري الفني، وكان مع المخرج محمد القفاص، وهو مخرج كبير جدًا. كانت فرصة للعمل مع نجوم الكويت وأسماء مهمة، وكانت فرصة للوصول للجمهور الكويتي في بداياتي، ودافعًا كبيرًا للتطور والعمل. وكذلك مسلسل “الميراث”، والمسلسل “مفترق طرق” الذي أوصلني للجماهير المصرية، وهو من أهم مراحل عملي. وأعتبر نفسي محظوظة لوجودي في أعمال هي بوابات للجمهور الكويتي والسعودي والمصري.
الدراما المصرية
وتوضح أن المشاركة في الدراما المصرية كانت فرصة ذهبية لي من خلال دور مميز، حيث وجدت تفاعلًا كبيرًا والحديث عن شخصيتي في “مفترق طرق”، وكانت شخصية مؤثرة، وكان هذا من أهم النجاحات التي أعتز بها.
وتوضح أحب أن أكون متواجدة في مختلف الأعمال، ولا أمانع أن أكون في الأعمال الدرامية أو الكوميدية. فأنا أحب أن أكون متواجدة في أفلام الرعب والأكشن، وأتمنى أن تكون لي مشاركة في الأعمال التاريخية لقلة هذه الأعمال، حيث يتعطش الجمهور لهذا النوع منها. هذه الأعمال تحتاج إلى مراجع، وتكون مرهقة في الكتابة، ومكلفة، وتحتاج لأجواء وديكور خاص، لذلك فهي صعبة وقليلة، وأتمنى أن أشارك بها. كما أن الفنانين يتحمسون لهذه الأعمال، وتعتبر أعمالًا خالدة في توثيق أحداث وشخصيات معينة.
تحديات
واستطردت سماح: أن المجال صعب وفيه ضغط كبير جدًا، وضغوطات نفسية وصحية وفكرية. وللأسف، هناك فئة من المتابعين يعتقدون أن حياة الفنان عبارة عن ضحك ومهرجانات، ولا يعلمون المعاناة والجهد الذي يبذله الفنان للظهور بأحسن حلة. فخلف هذا العمل إرهاق نفسي وجهد كبير مادي ونفسي للحفاظ على الشكل والمظهر، والاستقرار النفسي، وتوفير الوقت المناسب لأداء الواجبات. فحياة الفنان خالية من الاستقرار، لكن في النهاية، ورغم الصعوبات، نحب هذه الأعمال، والشغف بالمجال هو ما يجعلني أنسى كل المتاعب.. فالوصول لما نحب هو أساس الصبر على السلبيات التي نراها في العمل، وكل ذلك يحدث أمام الجمهور مما يزيد الأمر صعوبة. وأضافت أن السعي للعمل في هذا المجال أهم من الموهبة، وأن العمل المستمر والجهد على تطوير الذات هو ما يؤدي للوصول لنتائج مميزة.