احتضنت مدينة سلا، يوم السبت 27 شتنبر 2025، لقاءً تواصليًا تحت شعار “رقمنة عبقرية الخطارة: حماية للتراث المائي المغربي”، بمقر مركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل (CiAt)، بمشاركة خبراء، باحثين، ممثلين عن المجتمع المدني، وعدد من المهتمين بالبيئة والتنمية المستدامة.
الخطارات.. إرث مغربي يواجه التحديات
خلال اللقاء، شدد المشاركون على أهمية الخطارات كمنشآت مائية تقليدية ذكية، استخدمها المغرب منذ قرون لتدبير المياه الجوفية، خصوصًا في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وقالت الباحثة فاطمة الزهراوي: “الخطارات ليست مجرد تراث، بل نظام حيوي يمكن أن يساهم في مواجهة ندرة المياه إذا تم توثيقه وصيانته بالشكل الصحيح.
الرقمنة وسيلة للحفاظ والتثمين
استعرض الخبراء التقنيات الحديثة المستخدمة في رقمنة الخطارات، مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) والطائرات المسيّرة، لتوثيق مواقعها ومراقبة حالتها. واعتبر المهندس عمر المريني أن: “الرقمنة تتيح لنا فهم أفضل لقدرات هذه المنشآت، وربطها بخطط التنمية المحلية لضمان استمراريتها.”
كما عرضت مبادرات شبابية وأكاديمية تربط التراث المائي بالتكنولوجيا، موضحة أن هذه المشاريع تفتح آفاقًا جديدة لتوظيف الرقمنة في خدمة التنمية المحلية.
توصيات عملية لحماية التراث المائي
اختتم اللقاء بتقديم مجموعة من التوصيات، من بينها:
إعداد خارطة رقمية وطنية للخطارات.
إدماج موضوع الخطارات في المناهج الدراسية والبرامج التكوينية.
تشجيع البحث العلمي والمشاريع المبتكرة المرتبطة بالتدبير المائي التقليدي.
تعبئة التمويلات لدعم الترميم والصيانة.
تعزيز التعاون بين المؤسسات العمومية والمجتمع المدني.
وفي كلمة ختامية، قال ممثل المجتمع المدني سعيد بوسليمي: “حماية الخطارات لم تعد ترفًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن المائي وصون الذاكرة البيئية للمغرب.”
يأتي هذا اللقاء في سياق جهود متواصلة للحفاظ على التراث المائي المغربي، مع توظيف التكنولوجيا الحديثة كأداة رئيسية لضمان استدامته للأجيال القادمة، ولتعزيز وعي المجتمع بقيمة هذا الإرث الفريد.