أظهرت مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الكونغولي بوضوح مدى الفراغ الكبير الذي تركه غياب النجم حكيم زياش عن التشكيلة الوطنية. فبرغم الجهد الجماعي والانضباط التكتيكي الذي ميّز أداء “أسود الأطلس”، فإن غياب اللاعب القادر على صنع الفارق وتمرير الكرات الحاسمة كان واضحاً في كل لحظة من المباراة.
ويرى عدد من المحللين الرياضيين أن المنتخب المغربي يفتقد في المرحلة الحالية إلى “صانع اللعب الحقيقي”، الذي يجيد قراءة الملعب والتحكم في نسق الهجمات، وهي الصفات التي يتميز بها زياش منذ التحاقه بالفريق الوطني.
فحسب العديد من الملاحظين، لا يقتصر دور زياش على تسجيل الأهداف، بل يمتد إلى خلق الحلول من العدم وتغيير إيقاع المباراة بتمريراته الدقيقة وتسديداته القوية، إضافة إلى شخصيته القيادية التي تمنح الثقة لبقية اللاعبين.
ويؤكد محللون أن “زياش ليس مجرد لاعب مهاري، بل هو منظومة متكاملة من الرؤية والإبداع والخبرة، وأن المنتخب المغربي في حاجة ماسة إلى عودته، خصوصاً في المواعيد الكبرى المقبلة”.
كما أشار آخرون إلى أن الفترة التي تشكل فيها المنتخب المغربي الحديث، شهدت حضور زياش كأحد الأعمدة الأساسية في بناء هوية هجومية حديثة جعلت “الأسود” في مصاف المنتخبات القارية الكبرى.
في المقابل، دعا البعض إلى ضرورة خلق توازن بين الاعتماد على النجوم وتجديد الدماء داخل الفريق، مع الحفاظ على الانسجام بين الأجيال. غير أن الإجماع ظل قائماً حول كون زياش لاعب من طراز رفيع، وغيابه يُحدث فراغاً يصعب تعويضه على المدى القصير.