أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، أن التحولات العميقة التي يشهدها العالم تفرض على الدول الإفريقية ومؤسساتها التشريعية صياغة أجوبة جماعية قادرة على حماية السيادة وتعزيز التنمية، وذلك خلال افتتاح الدورة الثالثة للجمعية العامة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية “كوسبال” المنعقدة بالرباط.
وجاء في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه نائبه الرابع لحسن حداد، أن السياق الدولي الراهن يضع القارة أمام تحديات غير مسبوقة تتطلب تعزيز الأطر القارية وتطوير دور البرلمانات الإفريقية لتواكب التحولات وتوجه مساراتها، إضافة إلى تحويل الإرادة المشتركة للشعوب إلى سياسات وتشريعات فاعلة.
وأوضح ولد الرشيد أن دور البرلمانات اليوم يتجاوز المهام التقليدية نحو ممارسة ريادة تشريعية ودبلوماسية تضمن حضورًا مؤثرًا لإفريقيا دوليًا، مبرزًا أن سرعة تغير الأزمات تستدعي توازنا بين الاستجابة العاجلة ومتطلبات النقاش الديمقراطي العميق.
كما ذكّر المسؤول البرلماني بالرؤية التي قدمها الملك محمد السادس في قمة كيغالي، مؤكدا أن إفريقيا أصبحت فاعلًا دوليًا لا مجرد موضوع، مضيفًا أن التجربة المغربية ساهمت في إثراء النقاش الإفريقي من خلال تطوير آليات الرقابة وتقييم السياسات العمومية وتعزيز الجهوية المتقدمة واعتماد قوانين إطار في مجالات استراتيجية.
وأشار ولد الرشيد إلى تبني المغرب لدبلوماسية برلمانية مسؤولة قائمة على التعاون جنوب–جنوب واحترام السيادة، قبل أن يعلن دعمه لاعتماد “إعلان الرباط” كمرجع للريادة التشريعية في إفريقيا، إضافة إلى مشروع تمثيلية المرأة وآلية التنسيق التشريعي داخل كوسبال وبرامج التوأمة وتبادل الخبرات.
وختم بدعوة البرلمانات الإفريقية إلى تعزيز تعاونها وتطوير أدوات العمل لضمان مواكبة التحولات الدولية ودعم جهود تحقيق أجندة 2063، مؤكدا أن القارة تملك إرادة وقدرات تجعلها قادرة على الإسهام في بناء نظام عالمي أكثر عدلا.
