منذ شهرين، يعيش بشار الأسد، الرئيس السوري السابق، مع عائلته في شقة داخل ناطحة سحاب في قلب موسكو. بعد أن تحول من زعيم مُستبد إلى لاجئ يواجه صعوبات كبيرة، يسعى بشار للتكيف مع حياته الجديدة بعيدًا عن سدة الحكم التي أمضاها عقودًا طويلة.
يبدو أن الرئيس المخلوع استفاد من تجارب سابقة لزعماء آخرين، حيث أشار العديد من المراقبين إلى أنه قد تعلم من درس القذافي العابر والذي انتهى بشكل مأساوي. هرب بشار في اللحظات الأخيرة ومعه ثروة طائلة، حيث قام بتحويل حوالى 250 مليون دولار قبل حوالي عشر سنوات، بعد اندلاع ثورات الربيع العربي ليؤمن حياة مريحة لعائلته.
رغم هذه الثروة، التي تضمنت شراء حوالي 19 شقة فاخرة في موسكو، يجد بشار نفسه محاطًا بخيوط الكآبة، فهو لم يعد الحاكم الفعلي ولا يتمتع بالسلطة التي كانت تمكّنه من التحكم بالأوضاع. ومع القلق المستمر من الاغتيال، يعيش تحت سطوة الحاجة إلى تخفيه بعيدًا عن الأضواء.
بينما تسعى عائلته لتأمين حياة هادئة، فإن الوضع الصحي لزوجته أسماء، التي تعاني من سرطان الدم وتخضع للعلاج في واحدة من أكبر المصحات الروسية، يُضيف عبئًا إضافيًا على عائلتهم. تعيش أسماء في عزلة تامة بعيدًا عن العالم الخارجي، مما يزيد من التحديات التي تواجهها الأسرة المشتتة.
تضمن حياة بشار الجديدة واقعًا صارمًا؛ رغم القدرة على استخدام ثروته، إلا أنه مُجبر على الالتزام بقواعد البلد المضيف، حيث تنصح وكالات الأمن الروسية بالحذر والانتباه. بالرغم من احتمالية وجود مستقبل كمستثمر في عالم المال والأعمال، إلا أن كابوس الماضي والتهديدات المستمرة تحاصر كل خططه.
في الختام، يعكس وضع بشار الأسد الجديد تناقضًا كبيرًا بين الرفاهية المادية والفراغ النفسي، فالحياة الهادئة التي يسعى إليها ما تزال مهددة بالظلال التي تلاحقه من الماضي. ومع غياب السلطة، يعيش بشار تجربة بعيدة كل البعد عن سنوات الحكم القاسية التي عاشها في سوريا