بقلم: الأستاذ محمد عيدني – فاس
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، من البيت الأبيض، عن اتفاق جديد مع شركة “أسترازينيكا” يقضي بخفض أسعار عدد من الأدوية الموجهة للسوق الأمريكية، وذلك في خطوة مماثلة لتلك التي أبرمتها إدارته أواخر شتنبر مع مختبر “فايزر”.
وأوضح ترامب أن الشركة البريطانية السويدية العملاقة التزمت بمنح الأمريكيين تخفيضات مهمة على مجموعة من أدويتها، مضيفًا أن “أسترازينيكا” ستبيع منتجاتها في الولايات المتحدة بأدنى سعر تقدمه في أي دولة بالعالم، كما ستُسعّر العلاجات الجديدة بتخفيضات كبيرة عند طرحها في الأسواق.
ويأتي هذا الاتفاق في سياق مسعى الإدارة الأمريكية لتقليص أسعار الأدوية، التي تُعد من الأعلى عالميًا، إذ تُظهر دراسات أن الأمريكيين يدفعون ما يقارب 2,5 ضعف ما يدفعه الأوروبيون مقابل نفس الأدوية. وكان ترامب قد جعل من إصلاح سوق الدواء أحد أبرز وعوده الانتخابية، متعهدًا بمواجهة الشركات التي ترفع الأسعار دون مبرر.
إلى جانب ذلك، أعلنت “أسترازينيكا” عن خطة استثمارية ضخمة بقيمة 50 مليار دولار خلال خمس سنوات داخل الولايات المتحدة، تشمل مجالات البحث والتطوير وإعادة توطين الإنتاج الصناعي. كما أكدت الشركة في بيانها الأخير تخصيص 4,5 مليارات دولار لتوسيع مصنعها في ولاية فرجينيا، ما سيسهم في خلق نحو 3600 فرصة عمل جديدة.
الاتفاق يأتي أيضًا بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الأدوية المستوردة من الخارج ما لم تبادر الشركات إلى إنشاء مصانع إنتاج محلية. وفي المقابل، حصلت “أسترازينيكا” على إعفاء جمركي لمدة ثلاث سنوات لتسهيل عملية نقل جزء من إنتاجها إلى الأراضي الأمريكية، وهي نفس الامتيازات التي استفادت منها “فايزر” سابقًا.
بهذا الاتفاق، يسعى ترامب إلى تحقيق توازن بين حماية المستهلك الأمريكي وتشجيع الاستثمار الداخلي، في خطوة يُنظر إليها على أنها ورقة اقتصادية وانتخابية قوية، تعزز صورته كمدافع عن “المنتوج الأمريكي” وتضع ضغطًا إضافيًا على كبريات الشركات الدوائية حول العالم.