باشرت سلطات الرباط، اليوم الاثنين، تتبّع مشروع تحويل فضاء محطة القامرة الطرقية إلى مكتبة وسائطية حديثة، في خطوة تُعيد طرح سؤال التحوّل الوظيفي للأمكنة داخل المدينة، وتفتح نقاشا حول مستقبل الفضاء الثقافي بالعاصمة.
فقد أوضحت المعطيات أن البناية، التي ظلّت لعقود بوّابةً للأسفار وضوضاء المسافرين، مرشّحة لتغيير عميق في دورها من استقبال الحافلات إلى استقبال القرّاء، بما يجعل منها نقطة جذب ثقافية بدل كونها نقطة عبور فقط.
وفي هذا السياق أكدت مصادر مهتمة بالشأن الثقافي أن المشروع، إن اكتمل، سيجسّد توجّه المدينة نحو تعزيز البنية الثقافية، وإعادة إحياء فضاء مركزي يمكن أن يساهم في تقريب خدمات المعرفة للمواطنين والزوار على حد سواء.
كما يدخل ذلك ضمن رؤية أوسع لترسيخ المكتبات كمساحات للإنصات، والتعلّم، وصناعة الذاكرة؛ حيث ستعوض رفوف الكتب أرصفة الحقائب، وستصبح الرحلة رحلةَ فكرٍ لا رحلةَ مسافة، وفق ما يتم تداوله داخل الأوساط المحلية.
لكن مع ذلك شدّد مهتمون بأن نجاح هذا التحوّل يبقى رهينا بجودة الحكامة الثقافية، وقدرة المكتبة المستقبلية على استيعاب نبض الرباط، دون أن تفقد روح المكان الذي عاش تفاصيل المغادرين والعائدين.
