كشفت دراسة أنجزتها جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وجامعات الجهة، عن أدوار الثقافة في إدماج الشباب وتقوية ارتباطهم بالهوية الوطنية، وذلك استنادًا إلى آراء 220 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و44 سنة، تم عرض نتائجها خلال الملتقى الثالث لشباب الجهة ببوزنيقة.
وتظهر الدراسة أن الشباب ينظرون إلى الثقافة باعتبارها مجموعة من القيم والتراث والتعبيرات الفنية التي تصنع الهوية الجماعية، وتتيح الانفتاح والتبادل والحوار. كما يشمل هذا التصور الفنون والآداب والتراث المادي وغير المادي والتعليم والتكوين الثقافي والأنشطة الرقمية الحديثة.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير النتائج إلى أن الأنشطة الثقافية الأكثر تأثيرًا في حياة الشباب تختلف باختلاف المراحل العمرية؛ إذ لعبت الطقوس الدينية والاحتفالات الشعبية والزيارات المدرسية والأنشطة الفنية والتراثية دورًا محوريًا في مرحلة الطفولة، مما جعلها مصدرًا لتشكيل الوعي الثقافي وتعزيز الانتماء.
ثم تتواصل هذه الدينامية خلال مرحلة الشباب من خلال الأنشطة الجمعوية والزيارات الثقافية وفعاليات القراءة والمهرجانات، التي تساهم في تنمية المهارات الفنية وترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الاندماج الاجتماعي. بينما تبرز مرحلة الجامعة كفضاء غني للتجارب الثقافية، من مهرجانات وأنشطة طلابية ومؤتمرات وورشات ودور العلم، التي توسع آفاق التفكير وتعمق المعرفة وتنمّي الحس الإبداعي.
وعليه، توضح الدراسة أن إدماج الشباب عبر الثقافة يشكل رافعة أساسية لتقوية الهوية الوطنية وفهم الرأسمال غير المادي وتقدير الخصوصيات المحلية، مما يستدعي سياسات عمومية دقيقة تستجيب لتحولات الحقل الثقافي وتنوع حاجيات الشباب وتطلعاتهم.
