يُعدّ محمد عيدني واحداً من الوجوه الإعلامية التي صنعت لنفسها مكانة راسخة داخل المشهد الصحفي المغربي، ليس فقط بحكم التجربة الطويلة التي راكمها، بل أيضاً بفضل شخصية تجمع بين الانضباط، الأخلاق، والالتزام الوطني. وُلد عيدني سنة 1975 بمدينة فاس، في أسرة مغربية قوامها قيم الشرف والانضباط؛ فوالده كان ضابطاً في الجيش، بينما تنحدر والدته من عائلة فاسية معروفة بعمقها الاجتماعي والثقافي. هذا المزيج العائلي منح الرجل منذ سنواته الأولى صرامة المبدأ، وحسّ المسؤولية، والقدرة على التفاعل باحترام مع محيطه، وهي صفات سترافقه لاحقاً في مشواره الإعلامي.
مع مرور السنوات، أصبح محمد عيدني من قيدومي الإعلاميين في المغرب، واسماً يتردد داخل الوسط المهني بقدر كبير من الاحترام والتقدير. لا يُعرف عنه فقط دوره التحريري داخل المؤسسات الإعلامية، بل أيضاً حضوره الإنساني؛ فهو من بين الأسماء التي ساعدت جيلاً واسعاً من الشباب على دخول عالم الصحافة دون مقابل، مؤمناً بأن الإعلام رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن دور الصحفي لا يكتمل دون دعم الطاقات الصاعدة. يشهد له كثيرون بأنه رجل لا يتردد في مدّ يد العون، يوجه، يعلّم، ويشارك خبرته دون انتظار مقابل أو مكسب شخصي.
على المستوى المهني، يلتزم محمد عيدني بخط تحريري قائم على المسؤولية واحترام الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها المؤسسة الملكية. ويُعرف عنه احترامه الكبير للأسرة العلوية، وتقديره العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره رمزاً لوحدة الأمة وضامن استقرارها. رغم ذلك، لا يعني هذا أن الرجل يتجنب الجرأة أو يتخلى عن دوره؛ فهو قادر على النقد حين يتطلب الأمر، ودائم الحضور في القضايا التي تخص حرية الصحافة، وحقوق المراسلين، وكرامة العاملين في الحقل الإعلامي.
محمد عيدني ليس مجرد اسم في عناوين المقالات، بل شخصية صنعت احترامها من خلال الاستقامة والمواقف، ومن خلال حضور أخلاقي يصفه المقربون بأنه “رجل صنديد”… لا يهاب أحداً حين يتعلق الأمر بمبدئه، ولا يرفع صوته إلا من أجل الحق. ومع مرور السنوات، أصبح اسمه رمزاً لنمط من الإعلاميين الذين يؤمنون أن الصحافة ليست منصة لبناء النفوذ، بل جسراً لخدمة الناس، وتنبيه الرأي العام، وحماية القيم الوطنية.
اليوم، يستمر محمد عيدني في مساره بنفس الروح التي بدأ بها: هدوء، التزام، تواضع، وأخلاق جعلت الكثيرين يرون فيه نموذجاً للإعلامي المتمرس الذي يجمع بين المهنية والإنسانية. وبين فاس التي وُلد فيها، والمغرب الذي يحمل قضاياه، ظلّ الرجل ثابتاً في خطه، واضحاً في مبادئه، وقريباً من كل من يطرق بابه باحثاً عن طريق داخل عالم الصحافة.
