يشهد إقليم تنغير انتعاشا سياحيا غير مسبوق مع اقتراب عطلة رأس السنة الميلادية 2026، إذ تؤكد أرقام الحجوزات ارتفاعا لافتا يعكس تحول الإقليم إلى وجهة شتوية مفضلة لدى السياح المغاربة والأجانب. وفي هذا السياق، تشير معطيات المندوبية الإقليمية للسياحة بورزازات إلى تسجيل 24.522 وافدا ما بين يناير ونونبر 2025، مقابل 12.604 خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، فيما ارتفع عدد ليالي المبيت إلى 28.790 ليلة، بنسبة زيادة بلغت 98 في المائة.
وموازاة مع ذلك، يتوقع مهنيون أن يتجاوز عدد الزوار خلال أيام الاحتفال برأس السنة 35 ألف وافد، مع أكثر من 40 ألف ليلة مبيت، مؤكدين أن 73 في المائة من الحجوزات تخص سياحا أجانب، ما يعكس تنامي الثقة الدولية في البنية السياحية بالإقليم. إضافة إلى ذلك، يبرز هذا الإقبال نوعية الطلب التي تشمل شرائح متنوعة من عشاق الهدوء والطبيعة إلى الباحثين عن المغامرة في المسالك الجبلية.
ومن جهة أخرى، يؤكد فاعلون سياحيون أن مضايق تودغى تستحوذ وحدها على 70 في المائة من الحجوزات الأجنبية بفضل مكانتها العالمية كأحد أبرز الممرات الجبلية في شمال إفريقيا، إلى جانب نموذج “الريادة الأمازيغية” الذي يجمع بين الأصالة والضيافة والالتزام البيئي، ما منح الإقليم هوية تنافسية متميزة.
كما أوضح مصدر رسمي أن هذا الانتعاش جاء نتيجة جهود مشتركة بين السلطات الإقليمية ووزارة السياحة والقطاع الخاص منذ سنة 2022، من خلال تأهيل المسالك، وتحسين جودة الخدمات، وتعزيز البرامج الثقافية والترفيهية، فضلا عن حملات ترويجية رقمية باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية موجهة للأسواق الأوروبية. وبالتالي يعكس هذا النمو الدينامي أهمية الإقليم كوجهة صاعدة تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الثقافي والخدمات الاحترافية، ما يشجع على مواصلة تطوير القطاع وتعزيز حضور تنغير على خارطة السياحة الدولية.
