اختتمت، أمس السبت بالرباط، أشغال الدورة العادية السادسة والثلاثين للمجلس العلمي الأعلى، المنعقدة بإذن من أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رئيس المجلس، بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، والأمين العام للمجلس محمد يسف، وذلك بعد يومين من التداول العلمي وإعداد التقارير.
ويأتي هذا الاختتام تتويجًا لأشغال مكثفة همّت دراسة عدد من القضايا ذات الصلة بالشأن الديني والعلمي، وفي مقدمتها برنامج إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، على ضوء الرسالة الملكية السامية، حيث خلصت اللجان إلى برمجة ندوة دولية حول السيرة النبوية، إلى جانب مواصلة تحقيق مؤلفات مرجعية، من بينها كتاب “الشفا” للقاضي عياض.
وفي السياق ذاته، تناول المجلس عمل هيئة الإفتاء بين الدورتين، خاصة ما يتعلق بفتوى الزكاة، حيث أكد المسؤولون أن المستجدات الاقتصادية والمعاملات الحديثة تفرض اجتهادًا فقهيًا يراعي الأبعاد الاجتماعية والتكافلية، ويستجيب لحاجيات المجتمع المعاصر في إطار من الوسطية والاعتدال.
كما تدارست اللجان المرحلة الجديدة من خطة تسديد التبليغ، التي تقوم على تواصل مباشر وميداني للعلماء مع المواطنين، مع تركيز خاص على قضايا الأسرة، انطلاقًا من مقاربات دينية وقانونية وقيمية، بتنسيق مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين.
واختتمت الدورة بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، تأكيدًا على تشبث المجلس العلمي الأعلى بثوابت الأمة، واستمراره في أداء مهامه العلمية والدينية وفق الضوابط الدستورية والقانونية المؤطرة لعمله.
