تعيش مدينة فاس، وتحديدًا أحياء بني دبّاب، عيطة هارون، المرينيين، وجماعة أولاد الطيب، على وقع فوضى عارمة تُثير قلق الساكنة واستياءها الشديد، بسبب التهور المتزايد لمستعملي الدراجات النارية، خصوصًا من فئة الشباب والمراهقين، الذين حولوا الشوارع والأزقة إلى حلبات سباق خطيرة تهدد سلامة المواطنين وتزرع الخوف في نفوسهم.
عدسة جريدة أصوات رصدت في جولة ميدانية، مساء الجمعة، عدة خروقات صارخة لقانون السير، تمثلت في السرعة المفرطة، والقيام بحركات استعراضية خطيرة وسط الشوارع، وعدم استعمال الخوذة الواقية، إضافة إلى إهمال إشارات المرور وقطع الطرق في الاتجاه المعاكس، في مشاهد تصفها الساكنة بأنها “جنونية وغير مقبولة داخل مدينة عريقة كفاس”.
عدد من المواطنين عبّروا عن تذمرهم الشديد من غياب المراقبة الأمنية الجادة، متسائلين عن سبب هذا التراخي الذي سمح بتحول بعض الأحياء إلى فضاءات للفوضى والضجيج الليلي. وقال أحد سكان حي المرينيين في تصريح للجريدة:
> “لم نعد ننام بارتياح، أصوات الدراجات تصمّ الآذان ليلًا ونهارًا، والشباب يسوقون بسرعة جنونية أمام المدارس والمنازل دون أي رادع أو تدخل.”
وأكد مواطن آخر من أولاد الطيب أن “الساكنة لم تعد تطالب إلا بحقها في الأمن والسكينة، فالأمر تجاوز كل الحدود، وأصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا للأطفال والمارة”.
وتساءل المتتبعون عن دور المصالح الأمنية والسلطات المحلية في ضبط هذه الظاهرة التي تتفاقم يومًا بعد يوم، مطالبين بحملات صارمة لمراقبة الدراجات النارية غير المرقمة، والتصدي لمظاهر الاستهتار بالقانون التي أصبحت مشهدًا يوميًا في المدينة.
من جهتها، دعا عدد من النشطاء الجمعويين إلى تفعيل الدور الوقائي والتوعوي داخل المؤسسات التعليمية والأحياء الشعبية، للحد من انتشار هذا السلوك المتهور، مؤكدين أن معالجة الظاهرة لا يمكن أن تكون فقط أمنية، بل تحتاج إلى تربية مرورية وثقافة احترام الطريق.
وفي انتظار تحرك ملموس من الجهات المختصة، تبقى فاس تعيش على إيقاع الخطر والفوضى المرورية، وسط دعوات متكررة من المواطنين إلى استرجاع هيبة القانون وفرض النظام في شوارع العاصمة العلمية للمملكة.