أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وجود ثوابت روحية مشتركة تجمع بين المغرب والبلدان الإفريقية، مشددا على أن الدين في المملكة لا يدخل في أي تفاوض دبلوماسي، وأن روابط إمارة المؤمنين مع العلماء تقوم على قيم التقوى وخدمة الصالح العام.
وأبرز التوفيق، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورتها السابعة بمدينة فاس، أن بلدان إفريقيا تتعرض في العقود الأخيرة لتشويش عقائدي خارجي يقود أحيانا إلى الإرهاب، ويهدد مذهبها الديني واستقرار شعائرها، ما يستدعي تعزيزا للصلة العلمية بين علماء المغرب ونظرائهم الأفارقة.
ثم أوضح أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تأسست لتعزيز هذا التواصل من خلال حماية الثوابت المشتركة وتدبير الشأن الديني، مع الاستفادة من التجربة المغربية في المسابقات القرآنية، وتكوين الأئمة والمرشدات، وتوزيع المصحف المحمدي الشريف.
وأشار التوفيق أيضا إلى تطلع دول إفريقية إلى الاستفادة من الخبرة المغربية في الإشراف على الفتوى والتعليم الديني، إضافة إلى مجالات الوقف والزكاة، مؤكدا أن المؤسسة تعزز هذا التعاون عبر برامج سنوية وأنشطة ممتدة في مختلف الفروع الإفريقية.
وفي سياق أشغال الدورة، تتدارس المؤسسة ثلاثة محاور رئيسية تشمل تحديث خطة التبليغ، وإعداد تصور شامل للاحتفاء بمرور 15 قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب تعزيز تنزيل برامج المؤسسة السنوية، مع عرض تقارير سنوات 2024 و2025 والمشاريع المقررة لسنة 2026.
وبالموازاة مع ذلك سيُكرَّم أربع شخصيات علمية إفريقية بارزة تقديرا لإسهاماتها في خدمة القرآن الكريم والحديث النبوي والتراث الإسلامي، إلى جانب الاحتفاء بـ58 فائزا وفائزة في المسابقات والجوائز الدينية لسنة 2025، قبل إصدار البيان الختامي الذي يلخص التوصيات ويوجه عمل المؤسسة خلال السنة المقبلة.
