تعيش الطريق الجهوية رقم 716 الرابطة بين فاس وعين تاوجطات وضعًا بنيويًا مترديًا يثير استياء السائقين والساكنة على حد سواء، بسبب انتشار الحفر والتشققات وضعف الصيانة، رغم بعض الأشغال الجزئية التي شملت مقاطع محدودة، خصوصًا عند المداخل المؤدية إلى وسط عين تاوجطات عبر طريق الوازدنية.
هذا الوضع المزمن جعل من التنقل عبر هذا المحور مغامرة يومية محفوفة بالمخاطر، خاصة في الفترات الممطرة، حيث تتحول الحفر إلى فخاخ مائية، تزيد من صعوبة السير وتفاقم الحوادث، في غياب إصلاح شامل يرقى إلى أهمية الطريق التي تربط مدنًا ومراكز حيوية في الجهة.
ورغم التحسينات التي عرفها المحور الطرقي بين فاس ومكناس، لا تزال المقاطع الممتدة بين عين تاوجطات وسبع عيون تعاني من اختلالات بنيوية واضحة، وهو ما يطرح تساؤلات متجددة حول معايير الأولويات في برمجة مشاريع الصيانة الطرقية.
عدد من المواطنين عبّروا، عبر مراسلات وشكاوى توصلت بها جريدة “إخبارية”، عن استيائهم من تدهور الطريق، مؤكدين أن الحفر والتشققات تعيق الحركة اليومية وتؤثر على سلامة المركبات، في ظل غياب التشوير الكافي والإنارة العمومية في بعض النقاط السوداء.
وخلال زيارة ميدانية للجريدة إلى عين تاوجطات، تمت معاينة أشغال جزئية تهم بعض المحاور الطرقية الرابطة بين تاوجطات والحاجب، والتي عرفت تحسنًا في بنيتها التحتية، في وقت لا تزال الطريق الرابطة بين تاوجطات والمهاية في حالة حرجة، رغم أهميتها الاقتصادية والإنسانية.
معاناة السائقين: “الطريق تحولت إلى مغامرة يومية”
يقول جواد رحو، سائق شاحنة يستعمل الطريق يوميًا، إن هذا المسلك “يعيش تدهورًا مستمرًا منذ سنوات دون تدخل فعلي لإصلاحه”. وأوضح في تصريح للجريدة أن “الحفر وتآكل جنبات الطريق وغياب الإنارة والتشوير، كلها عوامل تجعل الرحلة محفوفة بالمخاطر، خصوصًا ليلاً أو أثناء التساقطات المطرية”.
وأضاف رحو، الذي يزاول مهنته منذ أكثر من عقدين، أن “هذا المحور يشكّل الشريان الرئيسي الذي يربط فاس بعدد من المراكز، ومع ذلك لم يلقَ العناية الكافية من الجهات الوصية”، مشددًا على أن “الإصلاح بات ضرورة مستعجلة، حفاظًا على الأرواح والممتلكات”.
محور حيوي للنقل الفلاحي
من جانبه، أكد مصطفى حنين، رئيس قسم التواصل بجمعية “تُربى” الفلاحية، أن الطريق بين عين تاوجطات والمهاية أصبحت عائقًا حقيقيًا أمام انسيابية نقل المنتجات الفلاحية، خصوصًا بالنسبة للتعاونيات والمزارعين الصغار.
وأوضح المتحدث أن “تدهور الطريق لا يؤثر فقط على جودة المنتوج الفلاحي، بل يرفع من كلفة النقل ويؤدي إلى خسائر متكررة بسبب الأعطاب والتأخيرات”، داعيًا إلى إصلاح عاجل يواكب الدينامية الفلاحية والاقتصادية التي تعرفها المنطقة.
وأشار إلى أن أي مشروع لتنمية السلسلة الفلاحية “يجب أن يُدرج البنية التحتية ضمن أولوياته، لأن النقل جزء أساسي من دورة الإنتاج”، مؤكّدًا أن استمرار تجاهل هذا المحور قد يقوّض جهود تثمين المنتوج الفلاحي المحلي ويُضعف تنافسيته في الأسواق الجهوية والوطنية.
محور استراتيجي في أفق كأس إفريقيا 2025
وترى فعاليات مدنية محلية أن الطريق بين عين تاوجطات والمهاية وبوخِيات مرشحة لأن تكتسب أهمية مضاعفة مع اقتراب كأس إفريقيا للأمم 2025، نظرًا لموقعها الرابط بين فاس وعدد من المناطق ذات المؤهلات السياحية والاقتصادية.
ودعت هذه الفعاليات إلى إدراج إصلاح الطريق ضمن البرامج الاستعجالية الجهوية، حتى تكون البنية الطرقية في مستوى الطموحات التنموية والرياضية للمنطقة، ولتعزيز جاذبيتها كوجهة واعدة في خريطة الاستثمار والسياحة الداخلية.