أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، مساء الأحد بالجزائر، مباحثات مع الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام جون بيير لاكروا، لبحث آخر التطورات المرتبطة بنزاع الصحراء المغربية، في وقت تحاول الجزائر استثمار انعقاد الدورة الثانية عشرة لـ“مسار وهران” لتعزيز حضورها الدبلوماسي في إفريقيا.
وفي السياق ذاته، استعرض الطرفان التحديات الأمنية التي تواجه القارة الإفريقية وانعكاساتها على بعثات حفظ السلام، إضافة إلى مناقشة مستقبل هذا النظام الأممي في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، مع التوقف عند وضعية بعثات الأمم المتحدة في المنطقة وعلى رأسها “المينورسو”.
ويشرف لاكروا على البعثات الأممية المنتشرة عبر العالم، بما فيها بعثة المينورسو بالصحراء المغربية، وهي مهمة تشمل تتبع ظروف عملها والإكراهات التي تواجهها وتقييم أدائها الميداني، في وقت تثار فيه أسئلة حول خلفيات استغلال الجزائر حضوره لطرح ملفات تتعلق بالنزاع.
ومن جهة أخرى، اعتبر أبا علي أبا الشيخ، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن تحركات الجزائر لجرّ المسؤول الأممي إلى نقاشات تخص المينورسو تحمل أهدافا سياسية واضحة، خاصة أنها لا تشارك في بعثات حفظ السلام خلافا للمغرب الذي يعد من أبرز المساهمين فيها.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن الأمم المتحدة تواجه صعوبات مالية تؤثر على استمرارية بعثات حفظ السلام، وهو ما يجعل الاجتماع مناسبة لمناقشة أداء المينورسو والعراقيل التي تضعها جبهة البوليساريو أمام حرية حركة عناصرها، كما كشف عنها التقرير الأخير للأمين العام.
وتوازيا مع ذلك، أوضح أن لاكروا يسعى، في ضوء المستجدات الدولية وقرار مجلس الأمن الأخير، إلى دفع الجزائر نحو التأثير على البوليساريو لاحترام التزاماتها، بما يمهّد لمفاوضات جدية تقوم على مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الخيار الواقعي الوحيد.
وفي المقابل، رأى الباحث في القانون العام الشيخ بوسعيد أن تحركات الجزائر عبر “مسار وهران” تأتي كرد فعل على النجاح المغربي في تنظيم الدورة 93 للجمعية العامة للإنتربول بمراكش، مؤكدا أن استدعاء المسؤول الأممي محاولة لتوجيه الأنظار نحو ملف الصحراء رغم أن دوره يظل أمنيا أكثر منه سياسيا.
وأكد بوسعيد أن الجزائر تسعى إلى التشويش على المكاسب التي حققها المغرب دبلوماسيا بعد صدور القرار الأممي 2797 الداعم للحكم الذاتي، ومع توالي افتتاح القنصليات بالأقاليم الجنوبية والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو ما وضعها والبوليساريو في موقع ضعف.
وختم الباحث بأن تحركات الجزائر عبر مثل هذه اللقاءات لا تغير المعادلة القائمة، ولا تقلل من نجاح المقاربة المغربية القائمة على التنمية والشرعية الدولية، والتي باتت تستقطب دعما واسعا داخل القارة وخارجها.
