سلطت صحيفة “إل إنديبندينتي” الإسبانية الضوء على أدوار وساطة محتملة في نزاع الصحراء المغربية، مبرزة الحضور الدبلوماسي القطري وتجربته السابقة في ملفات إقليمية ودولية معقدة، في سياق دولي يتسم بتكثيف المبادرات والاتصالات غير المعلنة لإعادة تحريك المسار السياسي المتعثر.
وفي هذا الإطار، استحضرت الصحيفة تجربة قطر مطلع الألفية، حين ساهمت في تيسير الإفراج عن أسرى حرب مغاربة لدى جبهة البوليساريو، معتبرة أن تلك المرحلة كرست صورة الدوحة كفاعل قادر على التواصل مع أطراف متباينة والعمل بهدوء داخل بيئات سياسية معقدة.
وبالموازاة مع ذلك، توقفت الصحيفة عند المقاربة القطرية في الوساطة، القائمة على الانخراط المشروط بقبول جميع الأطراف وعدم فرض المبادرات من الخارج، وهو ما ينسجم مع خطابها الداعي إلى الحلول السلمية واحترام الأطر الدولية، مع الحفاظ على علاقات متوازنة إقليميا.
غير أن هذا الطرح، بحسب المعطيات المتداولة، يظل دون سند عملي؛ إذ نقلت الصحيفة تصريحا رسميا لوزارة الخارجية القطرية يؤكد عدم تلقي الدوحة أي طلب للوساطة، مع التشديد على أن الجهود المعلنة حاليا تقتصر على المسار الذي تقوده الولايات المتحدة في إطار الأمم المتحدة.
وفي السياق ذاته، اعتبر باحثون أن الحديث عن وساطة قطرية يفتقر إلى الأساس الموضوعي، بالنظر إلى أن ملف الصحراء يدار حصريا تحت إشراف الأمم المتحدة ووفق قرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار 2797 الذي يؤطر المسار السياسي والحل المتوافق بشأنه.
كما أكد متابعون أن العلاقات المتوازنة التي تجمع قطر بكل من المغرب والجزائر قد تسمح بأدوار غير رسمية لتخفيف التوتر، دون أن ترقى إلى وساطة مؤسساتية، مشددين على أن أي تقارب فعلي يظل رهينا بالإرادة السياسية وتنسيق أمريكي أممي.
وفي الاتجاه نفسه، أشار خبراء إلى أن محاولات وساطة سابقة قادتها دول إقليمية وازنة لم تحقق نتائج ملموسة، بسبب تعقيدات تاريخية وسياسية عميقة في العلاقات المغربية الجزائرية، معتبرين أن أي تحول حقيقي سيظل مرتبطا بتغير موازين الإرادة السياسية أكثر من المبادرات الظرفية.
