حذرت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من تفشي ما وصفته بـ“الوباء الرقمي” الذي بات يجتاح المشهد الإعلامي، داعية إلى خوض ما سمته “حربا شعبية” ضد “إمبراطوريات التفاهة الرقمية” التي تهدد وجود الصحافة المهنية في المغرب.
ويأتي هذا التحذير، حسب بيان للنقابة، في إطار حملة شاملة أطلقتها لمواجهة تنامي المنصات والمواقع الرقمية التي تنتج محتوى سطحيا ومضللا، معتبرة أن هذه الظاهرة تمثل تهديدا وجوديا للصحافة الحرة وتقوض دورها الرقابي والتنويري داخل المجتمع.
وفي هذا السياق، أكدت النقابة أن محاربة ما أسمته “مواقع التفاهة” أصبحت واجبا مهنيا وأخلاقيا، مشددة على أن الصمت تجاه هذا المد الرقمي يشكل خيانة لقيم المهنة، ويضعف ثقة الرأي العام في الإعلام الجاد.
ومن جهة أخرى، أوضح البيان أن الانتشار الواسع لهذا النوع من المحتوى، بالتوازي مع توسع استخدام الهواتف الذكية والإنترنت، يشكل خطرا مزدوجا يتمثل في تهديد التماسك الاجتماعي وتقويض الثقة العامة في وسائل الإعلام.
كما أشارت النقابة إلى أن عددا من هذه المنصات يدار من طرف أفراد غير مؤهلين مهنيا، هدفهم الأساسي تحقيق الربح السريع عبر الإعلانات والنقرات، على حساب القيم الأخلاقية والمعايير المهنية التي تلتزم بها الصحافة المستقلة.
وفي إطار المواجهة، كشفت النقابة عن خطة متعددة المحاور تشمل تشجيع الصحافيين على إنتاج محتوى تحقيقي جاد، وإطلاق حملة “لا للتفاهة” على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تعزيز الأخلاقيات والتشريعات الإعلامية وتنظيم الجسم الصحافي ليكون سدا منيعا أمام هذا الخطر.
واختتمت النقابة بيانها بالتأكيد على دورها كضمير مهني، معتبرة أن محاربة التفاهة لا تحمي الصحافة فقط، بل تصون مستقبل الديمقراطية والثقة العامة، داعية جميع الصحافيين إلى الانخراط في هذه المعركة من أجل جعل المغرب نموذجا لإعلام نظيف تحارب فيه التفاهة بالحقيقة والنزاهة.
