استنفرت نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم “الكان”، المرتقب تنظيمها بالمغرب ما بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، مصالح ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، خاصة مع احتضان العاصمة الاقتصادية لجزء مهم من أطوار هذه التظاهرة القارية.
وفي هذا الإطار، يرتقب أن يعقد محمد امهيدية، والي الجهة، اجتماعا مع مهنيي السياحة وأرباب الفنادق، من أجل مناقشة مستجدات الاستعدادات المرتبطة باستقبال الجماهير والوفود الرسمية المشاركة في كأس إفريقيا للأمم.
وبحسب مصادر عليمة، سيتركز الاجتماع المرتقب على دراسة إمكانية تمديد ساعات عمل عدد من المقاهي والمطاعم بالدار البيضاء، بهدف ضمان خدمات ملائمة للمشجعين الأجانب، مقابل توجيه تعليمات لأرباب الفنادق بتقليص ساعات اشتغال العلب الليلية والكابريهات التابعة لها، خاصة بتلك التي تحتضن الوفود الرسمية، تفاديا للإزعاج وضمان شروط الراحة والإقامة.
وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر أن نسبة ملء الفنادق بالدار البيضاء لم تبلغ بعد مستويات مرتفعة، بالنظر إلى استقرار الوفود الرسمية في فنادق مصنفة، واعتماد عدد كبير من المشجعين على كراء الشقق عبر منصات عالمية مثل “Airbnb”، إضافة إلى لجوئهم إلى تطبيقات النقل الحضري، وعلى رأسها “يانغو”، بدل خدمات النقل السياحي.
ومن جانبه، أكد عثمان شريف العلمي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة الدار البيضاء-سطات، أن المدينة تستعد لاستقبال تدفق محدود نسبيا من السياح الأجانب خلال فترة “الكان”، مشيرا إلى أن التقديرات الحالية تتحدث عن ما بين 3000 و5000 زائر فقط، مع تسجيل غياب شبه تام لحملات ترويجية واضحة لهذا الحدث مقارنة بمدن مغربية أخرى.
وأضاف المتحدث أن تراجع الزخم الإعلامي يعود جزئيا إلى انشغال الرأي العام بتداعيات فيضانات آسفي والتساقطات المطرية الأخيرة، محذرا في الآن ذاته من تأثير الإشكالات القانونية المرتبطة بحقوق البث التلفزيوني على نشاط المقاهي والمطاعم، ما قد يحد من استفادة المهنيين من الفرص الاقتصادية التي تتيحها البطولة.
ودعا رئيس المجلس الجهوي للسياحة إلى اعتماد مقاربة تشاركية تجمع بين احترام القوانين المنظمة لحقوق البث، وتمكين الفاعلين السياحيين والتجاريين من شروط مرنة للاستفادة من هذا الحدث القاري، مع ضرورة إطلاق مبادرات تواصلية عاجلة لإعادة إدماج الدار البيضاء ضمن المدن المستفيدة فعليا من كأس أمم إفريقيا، بما ينسجم مع وزنها الاقتصادي والسياحي.
